الثلاثاء، 12 يوليو 2016



محمد على القوللى
     (قولة )  هذا البلد المفتوح على البحر عبر خليج يحمل إليه تيارات الحضارة وأفكارها، ولا يدعها تمر مرور الكرام، يتعايش فيه الناس من مختلف الأعراق والديانات، في هذا البلد ولد (محمد على ) ومن ضمن سبعةَ عشرَ ابناً هم ابناء (إبراهيم أغا القوللي) نسبة إلى مدينة (قولة) لم تكتب الحياة لستة عشر منهم وبقى على قيد الحياة (محمد على باشا المسعود)  وبالتركية العثمانية قوللى محمد على باشا وبالتركية الحديثة ((Kavalalı Mehmet Ali Paşa  وبالألبانية  Mehmet Ali Pasha   .
  وقد ولد (محمد على) في الرابع من مارس عام  1769م وظل فى رعاية والديه حتى توفى عنه والده عام 1773م، وهو فى سن صغيرة ، ثم ما لبث حتى لحقت به أمه، هذه الأم التى لم يحفظ التاريخ اسمها، ولا نعرف عنها إلا أنها رحلت وتركت ابنها  الوحيد على قيد الحياة طفلا، ولم تترك له إلا أصداء رؤيا رأتها وهو جنين في بطنها، وقد فسرها المفسرون بأن ابنها ينتظره مستقبل عظيم، فأصبح يتيم الأبوين وهو فى الرابعة عشر من عمره.
      لم يجد الطفل عائلا إلا عمه «طوسون» وقد كان يشغل منصبا رفيعا في «قولة»  الذى قام بكفالته وضمه إليه مراعيا ومربيا له محافظا على عهد أخيه (إبراهيم أغا القللى)  لكنه الآخر قد مات تاركا له كفيلا جديدا هو (الشوربجى إسماعيل) حاكم مدينة قولة الذى كان صديقا لوالده (إبراهيم أغا القوللي)  رئيس الحرس المختص بحراسة الطرق ببلده.
     وقد رسمت ملامح شخصية (محمد على) على يد رجلين من دون أن يقصدا، أولهما «شوربجي قولة» ـ أي حاكمها ـ الذي كان صديقا لأبيه «إبراهيم أغا» والذى رباه مع ابنه تربية كانت أفضل ما يمكن أن تتاح لمثله.
     أما الرجل الثاني فهو «مسيو ليون» التاجر الفرنسي الذي أدار محلا تجاريا في قولة منذ 1771م، والذي كان «الصدر الحنون» لـ محمد علي وصاحب الأثر الأكبر ـ ربما ـ في مستقبله وسلوكه.

 بيت محمد على فى قرية قولة
     لقى (محمد على) حفاوة وترحيبا عند (الشوربجى إسماعيل) الذى عنى بتربيته عناية شديدة وعامله معاملة حسنة كما كان يعامل إبنه (على أغا) تمام بتمام وأدرجه في سلك الجندية، فأبدى محمد على شجاعة وحسن نظر، مما جعله يزده قربة منه فزوجه من امرأة غنية وجميلة تدعى "أمينة هانم"  التى كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل ومن الإناث أنجبت له ابنتين .
       ويجدرالذكر هنا أن هناك كتاب قيّم بعنوان «استذكار الجذور – صلات محمد علي باشا مع بلدة قوله المقدونية» للباحث البريطاني هيث لوري والباحث التركي إسماعيل أرونسات جامعة باهتشه شهر في إسطنبول ومعهد محمد علي في قوله طبعة عام  2011م.


 غلاف كتاب (صلات محمد علي باشا مع بلدة قوله المقدونية)


هناك تعليقان (2):

  1. دكتور فوزى
    تحياتى لحضرتكم على هذا المجهود من بحث وتنقيب وتوثيق لأهم مايخص عائلتنا
    وبذلك تحافظ على لم الشمل لأى معلومة ... دمتم بكل حب
    وأشكركم

    ردحذف
    الردود
    1. الشكر لك استاذنا ... ولوالدك المؤلرخ العظيم لعائلة الشوربجى الذى بدأ هذا المشوار

      حذف