الشوربجى أم الجوربجى؟

       هناك خلط بين استخدام لقب  (الشوربجى ) و(الجوربجى ) ويأتي هذا الخلط للأسباب التالية:-

·       ينطق الأتراك حرف ( الشين )  ( جيم معطشة)[1] فهم ينطقون (الشوربجي – الجور بجي ) و ( شاهين– جاهين ).

·   أن هناك رتبة بالجيش التركي تسمى (الجوربجى ) وهو كبير( الأورطية ) وهى من التركية بمعنى الوسط او المتوسط   و ( الأورطية ) إصطلاح انكشارى كان يستعمل بمعنى كلمة (طابور)، وكان الجيش الإنكشارى مكونا من ستة وتسعين ومائة أورطة ، وكان هذا العدد ثابتاً سواءً زاد عدد الجنود الإنكشارية أو قل.  ولما أنشأ سليم الثالث الجيش المعروف بالنظام الجديد أبقى على الإصطلاح الإنكشارى ، وأستُعمل فى النظام الجديد . وكانت الأورطة فى النظام الجديد تتكون من اثنى عشر ( بلوكا) وكان عدد جنودها اثنين وستمائة وألفا. [2]،

·   (جوربجي)  جمعها (جوربجية)  وهي تعادل رتبة اليوزباشي في الجيش العثماني وتعادل رتبة نقيب حالياً، ولا يشترط أن تكون لها علاقة بعائلة الشوربجى.

·   كما أن هناك معنى اخر لكلمة (جربجى) وهى كلمة تركية من أصل فارسى مقسمة لقسمين (شور) بمعنى لذيذ وملح و(با) بمعنى الطعام المطهو ، من الفلهوية (Pak)  بمعنى الطبخ،وقد عربت هذه الكلمة قديما بصيغة باج بهمز وبغير همز، وجمعت على أبواج ، والشوربا فى الفارسية هى المرق ليس بينها وبين شرب العربية اى صلة ، والجورباجى أو الجوربه جى : ضابط انكشارى ، يقول سامي بك : أنه يعادل اليوزباشى، وهو رئيس المشاة. وأنه كان يشرف على مرجل المرق فى المعسكر . وكان يعرف فى التركية أحيانا بأسم (ياياباشى) أو بأسم (سربياد كان) ، والكلمة الأولى تركية والأخرى فارسية ، وهما بمعنى واحد هو : رئيس المشاة . وربما قيل للجربجى : (سوباشى ) ، ولقد كان للجربجى - وهو رئيس المشاة -  حصان ، وأمّا زيّة فعبارة عن جُبة من الجوخ الأحمر لها كٌمان وسروال أحمر وخف أصفر ، وقلنسوة مذهبة الحاشية عليها ريشة،

الزى الذى يرتديه الجوربجى

       والجربجى كان يشرف على كل أمور الكتيبة ، وله حق تأديب الجند فى الجرائم الصغيرة،  وفى عهد محمود الثانى قبيل إلغاء الإنكشارية الغى هذا اللقب واستعمل بدلا منه لقب (أورتاباشى) : أى رئيس الأورطة ، وكان لقب الجربجى يطلق أيضا على الأغنياء من تجار النصارى، وعلى أصحاب السفن التجارية.[3]

       هذا ويتعدد اسم عائلة الشوربجى طبقا للهجات أهل البلاد التي يسكنها أبناء العائلة،  ففي سوريا والأردن مثلا يقال( شربجى ) وفى تركيا (جوربجى وجربجى)  وفى سوريا والأردن (شربجى ).

       وهناك أسماء لها أصل شوربجى (الطناوى)  نسبة إلى قلعة الطينة  و(الغريانى) نسبة إلى الغرين وهى الطينة السوداء في منطقة بالوظة بسيناء أو سهل الطينة التي كان يقطنها الشرابجة في بداية أمرهم ولكن بعد أن تم إلغاء الفرع البولوزى وهو الفرع الثالث للنيل بعد فرعى دمياط ورشيد بسبب حفر قناة السويس وانقطاع المياه وأسباب الحياة بهذه المنطقة انتشر أبناء العائلة في عدة محافظات مثل دمياط بالدقهلية والعريش بشمال سيناء والجيزة ومنطقة إمبابة والإسكندرية والبحيرة والغربية والصعيد وفى عدة محافظات أخرى بنسب اقل، غير أن الكثير من أبناء العائلة لم يتواجدوا بمنطقة بالوظة من الأصل وانتشروا في عدة دول أخرى مثل فلسطين وسوريا والسودان ولبنان والأردن ابان الحملات العسكرية والمعارك التي خاضها إبراهيم باشا في عهد والده محمد على حاكم  مصر آنذاك.  

---

[1] الجيم المعطشة هي التي يوضع تحتها ثلاث نقاط بدلا من نقطة واحدة أو تنطق كحرف j

[2] د . أحمد السعيد سليمان – تأصيل ما ورد فى تاريخ الجبرتى من الدخيل – ص 32 – دار المعارف القاهرة

[3] المرجع السابق ص 66 وص 67