السبت، 9 يوليو 2016

مسجد الشوربجى بالقدس     
سبيل الشوربجى وحاليا مسجد الشوربجي هو أول محطات مسار الأسبلة، والوصول إليه يتم بعد الدخول إلى البلدة القديمة والوصول حتى مفرق الطرق حيث توجد طريق خان الزيت، وطريق الجبشة، وطريق حارة السعدية وطريق الواد. فالسبيل يشكل الجانب الغربي من بداية طريق الواد الشمالية.
 تاريخ وقف السبيل
     يعود تاريخ وقف السبيل الى سنة1097/1686، أي الى العهد العثماني، ويستدل على هذا من واقع الوقفية المحفوظة في سجلات محكمة القدس الشرعية، ومن قراءة وتحليل اللوحة التذكارية التي توجد على واجهة السبيل الشمالية، لكن يصعب قراءتها لغير المختص لضعف حفرها ولوجود بسطات للباعة تتقدمها على الدوام. لكن نص اللوحة هو:
                                     عبد الكريم الجوربجــي انشا السبيل        كــي يستقى منه عطاشى الواردين
يـرجـو بـه الـزلــفــى من الله الجلــيـل          والمن والاحـسان من مولـى معين
                                     يـــا فـــاضـلا بــــادر الـــى تاريــخــه           وقل شرابا من سلسبيل أو مــعين


    مؤسس السبيل
      ومؤسس السبيل هو السيد عبد الكريم الشوربجي، الذي يبدو انه كان ميسور الحال عاش في القدس في أواخر القرن الحادي عشر هجرى/ السابع عشرميلادى، وممن أحب عمل الخيرات.
     ويتكون السبيل من حجرة واحدة، فتح فيها في الواجهة الشمالية شباك مزدوج، ويعلوها قبة مدببة ضحلة. والسبيل بسيط التكوين يعكس من جهة عمارة القرن السابع عشر، ومن جهة اخرى الامكانية المتواضعة لمواطن كريم احب ان يقدم صدقة جارية من حر ماله. فهذا السبيل ليس منشأة سلطانية او اميرية لتحظى بزخرفة منمقة. لكن مما يلفت النظر ان الحوانيت المجاورة لغرفة التسبيل قد اوقفت على مصالح السبيل من ترميم وادارة. وقد رتب الواقف، عبد الكريم الشوربجي، سقاء لتزويد سبيله بالماء اللازم له، وفي حالة شدة الاحتياج، اقام الواقف صهريجا في احد الحوانيت المجاورة لرفد السبيل بالماء.
 نظرة الواقف الإنسانية
       ومن الملفت للنظر ان عبد الكريم الشوربجي قد أوقف سبيله على زوار ومواطني المدينة المقدسة دون تميز او تقييد، فورد في الكتابة أعلاه، أن دافع إنشاء السبيل «كــي يستقى منه عطاشى الواردين»، والوقفية نصت على: «ويشرب … الشارد والوارد، والبادي والحاضر، والكبير والصغير، والقوي والضعيف، والذكر والانثى، من سائر عباد الله تعالى من الانام  بلا تحريج على احد».  وورد في موضع اخر من الوقفية تأكيد هذا الامر ثانية حيث ذكر ما نصه: «وأذن لكل شخص من شارد ووارد، وذكر وانثى، وكبير وصغير، بالشرب منه وبالورود على حوضه  المبارك». وفي هذا نظرة شمولية وانسانية في فعل الخير.
تحول السبيل الى مسجد
      لا يعرف على وجه الدقة متى توقف السبيل عن تقديم المياه للعطاشى، وان كان كاتب هذه السطور يفترض، دون وجود قرينة، ان ذلك قد تم في اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، وان هذا التوقف سبقه تغييرات فيما يتعلق بمواصفات ومهام وظائف السبيل. [1]



[1] http://www.enjoyjerusalem.com/ar/explore/where-to-go  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق