مقدمة كتاب عائلة الشوربجى تاريخ وتراث

مقدمة

       في الوقت الذي دخل فيه العالم الألفية الثالثة وما حدث فيها من تسارعٍ فى تداول المعلومات بحيث أصبح العالم كله قرية صغيرة – بل مكتب صغير – ينتقل فيه الحدث بسرعة البرق، إنقسم الناس فريقان، فريق أغرته المعلومة السريعة السطحية القشرية واكتفى بها ولم يوغل فى بواطن الأمور وأصبح هامشيا، أما الآخر فقد استفاد من هذه الثورة وجمع ما بين الأصالة والمعاصرة ثم دعم بها رؤيته العميقة للأمور واستغلها أيما استغلال ولم يقف على الهامش كما فعل الفريق الأول.

     ولما كان قدرنا نحن أبناء هذا الجيل أن نحيا فى هذه الفترة الفارقة والفاصلة والمتميزة فى التاريخ والتى إن لم تستدرك وتوثق بمعرفتنا فإنه حتما سوف تضيع الكثير من الحقائق إن لم يكن كلها، وساعتها سيكون من الصعب بل من المستحيل أن يوجد من تاريخنا ما يعرف به أصولنا وحينها سيكون اللوم علينا كبيرا من أبناءنا.

       فكان من واجبنا بل ولزاما علينا أيضاً - خاصة أننا من أبناء عائلة لها أصول - أن نؤرخ لهذه الفترة من تاريخ هذه العائلة ونلملم من تاريخها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا حتى يكون ذخراُ للأجيال القادمة فى كتاب يتداولونه بين إيديهم ليكون أساسا يتم البناء عليه بعد ذلك، غير متناسين لجهد بدأه الأوائل رغم قلة أمكانياتهم، ومشاغل حياتهم، وبعد اسفارهم، فلهم منا الشكر على كل جهد بذلوه، وكل ميراث تركوه، كى تبقى سيرتنا متاحة لمن خلفنا، نصل بها ارحامنا ، ليرضى عنا ربنا.

         وما دفعني لتأليف هذا الكتاب عدة أمور وهى :-

       أولا واجبي الشرعي الذى استقيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأجل مرضاة للرب).[1]

          ولقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( تعلموا أنسابكم تعرفوا بها أصولكم فتصلوا أرحامكم ).

        ولقول سيدنا على بن أبى طالب رضي الله عنه ( أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، فإنك بهم تصول وبهم تطول وهم العدة عند الشدة، أكرم كريمهم، وعدسقيمهم ، وأشركهم في أمورك ، ويسر على معسرهم )

       أما ثاني هذه الأمور هو حبي الشديد لهذه العائلة  ليس لأني أحد أفرادها – وَإِن كَان هَذَا حَقٌ لي – لكن لإيماني العميق أن هذه العائلة تستحق هذا الجهد وتستحق منى أكثر من ذلك فهي عائلة عظيمة وعريقة وتحمل من الصفات الرائعة التي قلما تجدها في مكان آخر.

      وثالث هذه الأمور فهي التساؤلات التي تصلني والتي اسمعها وأشاهدها من أبناء العائلة في جميع أنحاء العالم عن أصل العائلة وفروعها وأعلامها وأملاكها وأماكن تواجدها وتاريخها وتراثها وكل ما يمت لها بصلة.

    وجدير بالذكر هنا أن هذه الدراسة هى خلاصة ما يقرب من الثلاثون عاما ونتاج تجاربها ، وكذلك ثمرة العديد من اللقاءات مع كبار هذه العائلة ومن جمع للصور وزيارات للمحافظات والآثار والمكتبات ومن سرد للأحداث التي عاينتها بنفسي وكذلك من مشاركات أبناء العائلة على موقع العائلة على الانترنت ومن كل الملاحظات التى ابداها لى من عرضت عليهم الكتاب قبل طباعته ومن مشاركات لأبناء العائلة جميعا بما لديهم من معلومات حتى يخرج الكتاب في هذه الصورة.

    وأخيرا هو جهد متواضع منى ومحاولة جادة لثبر أغوار التاريخ للتعرف على هذه العائلة وسيرتها.

     وقد نجد فى بعض الفقرات بهذا الكتاب تطرقا لمواضيع بذلت فيها مجهودا كبيرا لأثار مرتبطة بالعائلة بشكل غير مباشر وأفردت لها عدة صفحات وذلك لأن هذا الكتاب سيكون المرجع الوحيد لها، ولن تكون فى غيره، ومن هذه الأمثلة (قلعة العريش) و (مسجد العباسى) - على سبيل المثال -

       وأنا أسأل الله العلى العظيم أن يعينني على هذا الجهد وأن يخرجه في أفضل صورة ، فهو نعم المولى ونعم النصير.

الراجي رحمة ربه

فوزي مُحْسِن مَنْصُوْر عَبْد الْغَنَى مَنْصُوْر عفيفي محمد الأمير مصطفى على أغا الطناوى إسماعيل الشَوْرْبَجَى

18 صفر 1437 هجرية 30/11/2010  ميلادية

---

[1]  أخبرنا أبو العباس السياري ، أنبأ أبو الموجه ، أنبأ عبدان ، أنبأ عبد الله بن عبد الملك بن عيسى الثقفي ، عن يزيد ، مولى المنبعث ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه عن ( ص  (224