(الفصل الثانى)
حي الشوربجى
بالعريش
يقع حي
الشوربجى فى العريش فى المنطقة الواقعة ما بين شارع فوزى المنيسى شرقا وشارع القدس
بحى الصفا غربا، وبين المنطقة الواقعة ما بين شارع سوق الخميس – على بن ابى طالب -
(شمالا) وشارع خالد بن الوليد (جنوبا).كما فى الرسم التوضيحى التالى :-
وترجع
بدايات نشأة حي الشوربجى عندما نزح قادة
وجند قلعة العريش إلى خارجها بعد تدميرها
وكان منهم الأغاوات الذين حكموا قلعة
العريش من عام 1831م وحتى 1840م والشوربجى
والكاشف وغطاس، وبذلك تكون حي الشوربجى الذي يقع جنوب شرق قلعة العريش ، وكانوا
يعتمدون في سقياهم على بئر الشوربجى الذي تحول بعد ذلك إلى (مجمع ومسجد عمر بن عبد
العزيز) ويجاورهم في هذا الحي (حي الشوربجى) عائلة الفواخرية والسلايمة وعروج
وشهوان والحجاوى.
أما حي
الشوربجى فقد تقاسمه عائلة الكاشف و الشوربجى إلا أن الغالب الأعم الآن هم من
عائلة الشوربجى بعد أن استبدلت عائلة الكاشف إقامتها بشارع القاهرة وشاطئ البحر
وعدة أماكن أخرى.
قلعة العريش
لا يمكن التحدث عن
عائلة الشوربجى بمنأى عن قلعة العريش حيث كانت الجهة الشرقية للقلعة تسمى (بوابة
الشوربجى) وهذه البوابة محاذية للمسجد العباسي وكان الجد (مصطفى الشوربجى) ينزل من
هذه البوابة إلى بيته المجاور للقلعة والذي يسكن فيه أبناءه.
في الصورة يبدو المسجد العباسي من الخلف من
ناحية القبلة ومن على يمين هذه الصورة كان ينزل مصطفى الشوربجى إلى منزله الكائن
أسفل القلعة من الناحية الشرقية .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن مسجد
العباسى أمر ببناءه خديوى مصر عباس حلمى الثانى عام 1317هـ 1899 م وهذا ما تم نقشه على عتبة بابه، وقد تم
استخدام الحجارة من القلعة الرومانية الكائنة على جبل لحفن فى بناءه . وتم اقامته مكان المقام المدفون به (الشيخ
الدمياطى) (سليمان إمام الدمياطي) كاتب الحجة أو عقد البيع عام 1693م 1105 هـ الذي
سوف نتعرض له لاحقا في جزء المستندات ، وقد تم إخراج الضريح من داخل المسجد بمعرفة وزارة الأوقاف بعد زوال الاحتلال الصهيوني منها عام 1979 وكذلك
مع عمليات التجديد التي تمت للمسجد العباسي عدة مرات حيث كانت هناك ظاهرة غريبة
تحير فيها أهل العريش، ألا وهى تشقق
المسجد بطريقة كبيرة فتم هدمه جزئيا وكليا عدة مرات .
وسأورد هنا عدة صور
تظهر المسجد العباسى من زواياه الأربع.
صورة بطاقة بريدية تظهر المسجد العباسي من الناحية
الشرقية والجنوبية (قبلة الصلاة) في العريش عام1917.
صورة أخرى لمسجد العباسى من الزاوية الجنوبية (قبلة
الصلاة) والغربية
صورة للمسجد من الناحية الشمالية (مدخل المسجد) ومن
الناحية الشرقية
رسم للمسجد من نفس زاوية تصوير الصورة السابقة مع
الإنحراف لليمين قليلا
ويجدر بالذكر أن مؤذن
هذا المسجد قبل عام 1980 وبعده كان الحاج / حامد الأزعر (رحمه الله)
المرحوم الحاج / حامد الأزعر
وكان الحاج / حامد الأزعر يصعد
على المئذنة من خلال السلم الموجود بداخلها ويؤذن بصوته الذي كان يسمعه أهل حي
الفواخرية و الشوربجى والمزرعة بوضوح لكون هذا المكان هو من أعلى الأماكن في مدينة
العريش التى ترتفع بطول 24 متر عن سطح البحر، وذلك قبل دخول جلبة المدنية الحديثة
للمدينة، وقبل استعمال الميكروفونات، وكان لا يؤذن لصلاة المغرب حتى يرى الشمس
تختفي في البحر نهائيا غير معتمد على التقويم المعد من قبل الشركات الموزعة
للنتائج (التقويمات) وكان يلحظ أن التقويم غير سليم وأن الناس يفطرون مبكرين فى
رمضان او غيره عن التوقيت الحقيقي.
ومن قبله فى فترة الستينات
وما بعدها كان مؤذن المسجد المرحوم / (عوده خالد) من عائلة السلايمة وكان تومرجيا بمستشفى العريش الأميري، ولم يكن
معيناً من قبل الأوقاف ولكنه يعمل ذلك حسبة لله، وكان صاحب صوت ندى حتى أنه كان
مداحاً للنبى صلى الله عليه وسلم .
المرحوم / عوده محمد
خالد السلايمه
كما كان يشاطرهم الأذان المرحوم / والى سليمان
والى (من عائلة الولاوله) والذى كان يقطن بجوار المسجد
صورة للمسجد العباسي من الجانب الشمالي (البحري) وتلحظ
فيه عدة محلات (دكاكين) والتي كانت تعتبر السوق القديم بالعريش، وهى مكونة من
سبعون محل
المسجد العباسي قبل عملية الهدم والتجديد الأخيرة
مسجد العباسى
بعد عملية التجديد الإخيرة
نعود مرة أخرى لقلعة العريش، حيث كانت هذه
القلعة مستطيلة الشكل طول ضلعيها الشرقي والغربي نحو 75 متراً وطول الضلعين
الشمالي والجنوبي نحو 85 متراً وطول ارتفاع السور ثمانية أمتار وفي أعلى السور ستة مزاغل لضرب النار وفي كل ركن من
الأركان الأربعة برج للمدافع، في أسفله قبو لتخزين الذخيرة والقنابل، وتم بناؤها بالحجر
الرملي الصلب وكان يحيط بها خندق متسع وكانت تقع على تل مرتفع وكان لها باب كبير
بقنطرة مصفح بالحديد الصلب ارتفاعه خمسة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار ونصف.
صورة للقلعة من
الناحية الغربية ونلاحظ في أخر السور من الناحية الشرقية المسجد العباسي
نفس الصورة للقلعة حديثا فى 3/6/2015 وتبدو القلعة وقد
اختفت تماما إلا بعض البقايا
وباب
القلعة يفتح على سوق البلدة ، وإلى جانبي الباب من داخل السور ثلاثة غرف :
غرفة إلى يمين الداخل وفيها بوليس القلعة،
وغرفتان إلى شماله وفيهما خزنة المحافظة ودفاترها القديمة ، وفي صحن القلعة
بناء واسع بطبقتين الطبقة العليا منزل للناظر ومفتش المحافظة والطبقة السفلى ديوان
لكتاب المحافظة، وإلى الجانب الشرقي من السور مكتب الناظر والمحكمة الجزئية ومكتب
التلغراف والبريد وإلى الجانب الجنوبي منازل للبوليس .
وتقع
القلعة على قمة هضبة مرتفعة جنوب غرب العريش، وقد اختير موقعها بشكل يتواءم وحماية
طريق الحرب والتجارة الشمالي، كما إنها كانت تؤدى وظيفة إدارة شئون العريش القديمة
الملاصقة لها،
يبدو فى الصورة رسم لمدينة
العريش وتبدو فيها القلعة والمنازل المجاورة لها وقد يصح القول أن القبر البادى فى
اسفل منتصف الصورة هو قبر الشيخ جبارة كما لا يبدو فى الصورة المسجد العباسى لأنه
بنى عام 1899 م بينما هذه الصورة تم رسمها قبل هذا التاريخ.
و القلعة فرعونية الأصل وكانت توجد بها نقوش مصرية
قديمة، وأعيد تجديدها وترميمها خلال العصور التاريخية المختلفة وكان أهم هذه
التجديدات ما قام به السلطان التركي سليمان القانوني (560م – 968 هـ) لذا ينسب له
– خطأ – بناؤها، ومن أهم الأحداث التي شهدتها القلعة اتفاقية العريش عام (1801م)
التي وقعت بين الأتراك والفرنسيين وقضت بجلاء الفرنسيين عن مصر.
والصور التالية سنتحدث عليها بشئ من التفصيل لما لها من أهمية تاريخية.
فى الصورة تبدو القلعة فى الخلفية
وعلى أعلى يسار الصورة تبدو مأذنة المسجد العباسى ، أما فى الواجهة تبدو القوات
التركية وهى نازلة من القلعة وبين النخلتين يقع بئر (عطوان) أما فى منتصف الصورة
فتبدو مدينة العريش القديمة.
فى هذه الصورة يبدو
بئر (عطوان) واضحا اكثر من الصورة الأولى
فى هذه الصورة يبدو مسجد العباسى فى
الجانب الأيمن العلوى، اما الجانب الأيسر العلوى يبدو ضريح الشيخ جبارة باللون
الأبيض (مسجد ابو بكر الصديق حاليا بحى الفواخرية بميدان الشيخ جبارة).
إلا أن هذه القلعة قد تهدمت بعد القصف
بالمدافع إبان الحملة الفرنسية ووقتها
نادي المنادى في القاهرة عن سقوط قلعة العريش وقد استخدم الأهالي الأحجار الناتجة
من الأسوار في بناء اغلب منازلهم المحيطة بالقلعة.
ومن كتاب (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) أو (تاريخ الجبرتى) كما يسمى في يومياته عن الحملة الفرنسية ننقل هذا الجزء عن قلعة العريش وذلك لبيان
أهميتها.
وفي خامس عشرينه ( يقصد 25 رجب – 17 ديسمبر
1799م) ورد الخبر بان الفرنساويه ملكوا
قلعة العريش وطاف رجل من اتباع الشرطة ينادي في الاسواق (أسواق القاهرة) ان
الفرنساوية ملكوا قلعة العريش وأسروا عدة من المماليك وفي غد يعملون شنكا ويضربون
مدافع فاذا سمعتم ذلك فلا تفزعوا فلما اصبح يوم الاحد حضر المماليك المذكورة وهم
ثمانية عشر مملوكا وأربعة من الكشاف وهم راكبون الحمير ومتقلدون بأسلحتهم ومعهم
نحو المائة من عسكر الفرنسيس وأمامهم طبلهم وخرج بعض الناس فشاهدهم ولما وصلوا الى
خارج القاهرة حيث الجامع الظاهري خرج الاغا وبرطلمين بطوافيهما ينتظرانهم ومعهم
طبول وبيارق وطوائف ومشوا معهم الى الازبكية من الطريق التي أحدثوها ودخلوا بهم
الى بيت قائمقام فأخذوا سلاحهم وأطلقوهم فذهبوا الى بيوتهم وفيهم أحمد كاشف تابع
عثمان بن الاشقر وآخر يقال له حسن كاشف الدويدار وكاشفان اخران وهما يوسف كاشف
الرومي واسمعيل كاشف تابع احمد كاشف المذكور .
وكان من خبرهم
انهم كانوا مقيمين بقلعة العريش وصحبتهم نحو الف عسكري مغاربة وأرنؤد (أرنائوط) فحضر
لهم الفرنسيس الذين كانوا في المقدمة في أواخر شعبان فأحاطوا بالقلعة وحاربوهم من
داخلها ونالوا منهم ما نالوه ثم حضر اليهم سارى عسكر بجموعه بعد ايام والحوا في
حصارهم فارسل من بالعريش الى غزة فطلب نجدة فأرسلوا لهم نحو السبعمائة وعليهم قاسم
بك امين البحرين فلم يتمكنوا من الوصول الى القلعة لتحلق الفرنساوية بها وأحاطتهم
حولها فنزلوا قريبا من القلعة فكبستهم عسكر الفرنسيس بالليل فأستشهد قاسم بك وغيره
وانهزم الباقون ولم يزل أهل القلعة يحاربون ويقاتلون حتى فرغ ما عندهم من البارود
والذخيرة فطلبوا عند ذلك الامان فأمنوهم ومن القلعة انزلوهم وذلك بعد أربعة عشر
يوما فلما نزلوا على أمانهم ارسلوهم الى مصر مع الوصية بهم وتخلية سبيلهم فحضروا
الى مصر كما ذكر واخذوا سلاحهم وخلوا سبيلهم وصاروا يترددون عليهم ويعظمونهم
ويلاطفونهم ويفرجونهم على صنائعهم وأحوالهم وأما العسكر الذين كانوا معهم بقلعة
العريش فبعضهم انضاف اليهم وأعطوهم جامكية وعلوفة وجعلوهم بالقلعة مع عسكر من
الفرنسيس والبعض لم يرض بذلك فأخذوا سلاحهم وأطلقوهم الى حال سبيلهم وذهب الفرنسيس
الى ناحية غزة وفي ذلك اليوم بعد الظهرعملوا الشنك الموعود به وضربوا عدة مدافع
بالقلعة والازبكية وأظهر النصارى الفرح والسرور بالاسواق والدور واولموا في بيوتهم
الولائم وغيروا الملابس والعمائم وتجمعوا للهو والخلاعة وزادوا في القبح والشناعة.
رواية أخرى
كما
أنقل هنا رواية أخرى (بتصرف) بتوضيحات أكثر لما بها من وصف لبيوت العريش وبلغة
قريبة ومفهومة في تعريفاتها من الموسوعة على الأنترنت (ويكيبيديا).
واستولت الدهشة علي رينيه عند وصوله
أمام العريش بعد زحف شاق في 8 فبراير1799، لأنه لم يجد معسكرا كبيرا للعدو فحسب، بل وجد حصنا
منيعا (قلعة العريش)، وكان هذا المعسكر يتألف من 600 فارس من العرب والترك
والمماليك، ونحو 1200 من المشاة الألبانيين الذين أرسلهم الجزار، أما الحصن
(القلعة) فيقع شمال غرب العريش، فهو بناء حجري مربع يقوم علي أبراج مثمنة أسواره ترتفع
30 قدما، كما كانت الممرات داخل المدينة محاطة بالبيوت الصغيرة، التي زادت من
صعوبات رينيه.
وكانت بيوت العريش مبنية بالطوب النيئ ذات أسوار عالية، وشوارعها عريضة ومستقيمة،
لكن في الحي القديم للمدينة كانت المسافات بين البيوت صغيرة والشوارع ضيقة.
وهذا
الوضع شكل عقبة كؤود أمام القوات الفرنسية، وأي قوة تحاول الاستيلاء علي العريش عن
طريق المغامرة في الدخول إلي داخل المدينة بشوارعها الضيقة، فإنها ستتكبد خسائر
فادحة،
وحينما وصل بونابرت إلي العريش في 17 يناير 1799 وجد المدينة لم
تسقط بعد في أيدي قواته، فلم يحسب نابليون حسابا للمسافة الصحراوية الطويلة التي
سيقطعها في صحراء سيناء، حتى أن عددا من جنود كليبر أقدموا علي الانتحار بسبب ما لاقوه من طول
المسافة ووعورتها حتى العريش.
وكان أول عمل قام به رينيه هو الاستيلاء
علي العريش التي دافع عنها أهلها، لكن مصيرهم كان حد السيف أو السنكي، ثم وصلت
قوات كليبر إلي العريش في 14 يناير 1799 فانضمت قواته
إلي قوات رينيه، وعانت قوات رينيه من الجوع لأن العريش لم يكن لديها من الأقوات ما
يمكن أن تقدمه للفرنسيين، فهي لم تتعد في ذلك الوقت كونها بلدة صغيرة تقع بين
البحر والصحراء، لكن رغم هذا حاصر رينيه وكليبرالحصن وكان
الأمل ضعيفا في تسليمه قبل أن يصل المدد من الجنود والمدفعية، وفي ليلة 14 ـ 15
فبراير 1799، قاد رينيه أربع كتائب في هجوم مباغت علي المعسكر العثماني الذي كان
تعداد قواته حوالي 1800 جندي ، وتمكن من مباغتة الجنود العثمانيين النيام فقتلوهم
بالسلاح الأبيض، وكانوا يقتلون كل من يجدونه حتى وصل عدد القتلى ما بين 400 ـ 500
من المماليك وعدد من الكشاف، وأسر حوالي 900 رجل، بينما لم يفقد الفرنسيون سوي
ثلاثة رجال.
وفي 18 فبراير 1799
وافق قائد الحصن إبراهيم نظام بك علي تسليمه شريطة أن يسمح له وللحامية بمغادرة
الحصن بسلاحهم، لكن رفض بونابرت هذا الشرط واقترح عليه تسليم الحصن أولاً بعدها
سيعطيهم سلاحهم ومتاعهم معززين مكرمين، بل وينقلهم إلي مصر حيث يمكنهم ركوب البحر
لأي بلد شاءوا، لكن القائد العثماني رفض هذا العرض لأنه يعلم تمام العلم أن مصر
محاصرة، ولما يأس نابليون من طول المفاوضات، والحصار الذي طال أمده، قرر ضرب
المدافع بشكل متواصل وبكثافة علي الحصن، فأحدثت ثغرة صغيرة في الأسوار، ثم تسلل
بعض الجنود الفرنسيين إلي أحد أبراج الحصن لكن بلغت خسائر الفرنسيين في ذلك اليوم
حوالي 21 من رجال المدفعية و17 من رجال البنادق، و350 من المشاة، لكن في اليوم
التالي اضطرت القوات المحاصرة إلي التسليم، بعد خروجهم حملوا الكثير منهم علي
الانضمام إلي الجيش الفرنسي، ووجد الفرنسيون في الحصن من المؤن ما يسد جوعهم.
صورة للقلعة من الخارج بعد التفجير الذى حدث بها
صورة لنفس المبنى السابق لكن من داخل القلعة
صورة للقلعة من الداخل بعد تفجيرها ويبدو من خارجها مسجد
العباسى
وغادر جيش نابليون العريش في 12 فبراير
ووصل الشيخ زويد بعد مسيرة يومين، حيث قادهم دليلهم من العربان إلي طريق أبعد إلي
الجنوب من الطريق الشمالي المعتاد، وكان ذلك عن عمد بهدف توريطهم في الرمال، حيث
كانوا غير مستريحين للسير علي الكثبان الرملية، ولم يلاقوا بأية مقاومة من الجيش
العثماني طوال هذه المسافة، حتى وصلوا إلي عكا وهناك توقفت جيوش نابليون لتضرب
حصارا علي المدينة، وتفشل في اقتحامها نتيجة لبسالة وشجاعة وجبروت الجنود
الفلسطينين ولمناعة الأسوار من ناحية، والإمدادات التي يتلقاها الجزار من الأسطول
البريطاني في البحر المتوسط.
وعاد نابليون وجنوده ثانية بعد فشل حصار
عكا إلي العريش في 2 يونيو، وفشل مشروعه التوسعي، الذي كان يهدف من وراءه علي حد
تعبير جارفس Jarvis إسقاط القسطنطينية.
ولم تكن خسارته في يافا وعكا كبيرة، لكن
تحطمت معنويات جنده بسبب موت الكثير منهم بسبب الطاعون، وفي 3 يونيو 1799 غادر
نابليون العريش إلي القاهرة تاركا حامية لقلعة العريش قوامها 500 جندي.
وبعد مفاوضات بين الجانبين الفرنسي والعثماني
تم التوقيع علي معاهدة العريش في 24 يناير 1800 (داخل قلعة العريش) وقعها عن
الجانب العثماني مصطفي رشيد أفندي الدفتردار، ومصطفي راسخ أفندي رئيس الكتاب نيابة
عن الصدر الأعظم، وعن القائد العام للجيش الفرنسي كل من الجنرال ديزيه والمسيو بوسليجPoussielgue
، ولم يوقع عليها
أحد من الحكومة الإنجليزية.
في بداية العشرينات من القرن الثامن عشر
كانت القلعة ما تزال موجودة بدليل الوصف الوافي الذي وصفه نعوم شقير لها وضمنه صورة
فوتوغرافية لبابها , وهذا ما يدحض الرواية المتداولة عن تدمير محمد على لها وتسريح
حاميتها وإن كان العكس هو الصحيح فعلى يديه تمت عمارتها وعمل محافظة تدار من
خلالها . أما ما حدث فهو أن الملك فؤاد أراد عمل استراحة له في المدينة واختار
موقعاً لها بجوار مستشفى العريش وبدلاً من جلب
الحجارة من الجبل تم تفكيك حجارة القلعة وبناء الاستراحة بحجارتها وما بقي من
حجارتها تم بناء مستشفى العريش القديمة به .
للأسف الشديد لم يبق
من القلعة إلا أجزاء من السور الخارجي يحيط بها تجمع لمحلات الحدادين والنجارين
وبعض الحوانيت القديمة التي تشير إلى ماضي القلعة والمدينة , بالإضافة إلى مواضع
حول مكان القلعة القديم يقام بها سوق شعبي يقام كل خميس , أما الجامع العباسي الذي
كان جزءاً من القلعة فباق على حاله وتم تجديدة أكثر من مرة , وفي هذا الصدد يشار
إلى أن وزارة الآثار المصرية أرسلت منذ عدة سنوات بعثة أثرية للتنقيب في موقع
القلعة وقامت بعمل حفريات لكن أعمالها توقفت وردم معظمها نتيجة الأوضاع الأمنية
الحالية في سيناء .
وقد قمت أنا ونجلى المهندس / محمد فوزى الشوربجى بعمل تصميم
للقلعة ثلاثى الأبعاد على جوجل ايرث بحيث يمكنك التجول فى هذا الرسم ثلاثى الأبعاد
داخل القلعة وداخل غرفها وأسوارها . وقد استغرق هذا التصميم وقتا يقارب الخمسة عشر
يوما .
ويمكنك الدخول على الموقع والتجول فيها ومشاهدة معالمها ثلاثى
الأبعاد على الرابط التالى :-
وهذه صورة ثنائية الأبعاد لهذا التصميم للقلعة .
صورة لبعض بقايا اثار
قلعة العريش فى 3/6/2015م
http://ar.wikipedia.org/wiki